الاثنين، 26 ديسمبر 2011

هل الحل في إنقلاب عسكري؟


قرابة السنة تمر على قيام الثورة المصرية، قرابة السنة تتغير فيها الأحوال في البلاد من سيئ إلى أسوأ .
لا ينكر أحد أن الوضع في مصر متردي إقتصاديا وسياسيا وإعلاميا وأمنيا ،،
فبعد أن علق الكثير أملهم على الثورة، وظنهم ببراءة مصطنعة (أو بلاهة متأصلة فيهم) أن كل شيئ قد تغير بعد الثورة ، وأن "قبل خمسة وعشرين مش زي بعد خمسة وعشرين" وأن مصر قد تغيرت بعد الخامس والعشرين من يناير..

الحقيقة أن أغلب الناس يرددون ما يسمعونه في وسائل الإعلام بلا وعي،،
فالإنسان من السهل عليه أن يصدق ما يريحه، ببساطة لإنه "بيستسهل"
فبدل أن يفكر ويواجه الحقيقة مهما كانت صعبة أو مؤلمة
فهو يميل إلى تصديق الطرف الأقوى، خوفا من مواجهتة ،،فيريح ضميره، والحقيقة هي أنه يقتل ضميره ويدفن عقله..
ولهذا وجدناه يسرع بشعار "الجيش والشعب إيد واحدة" عندما نزلت الدبابات إلى المياديين
هذا الشعار الذي أول ما سمعته سمعته عند المبنى اللعين المسمى بماسبيرو
وتعجبت كيف يردد الناس هذا الشعار والجيش أصلا هو المتحكم في إقتصاد وسياسة البلاد الداخلية والخارجية

 ولكن هكذا تغير الإنسان المصري على مدار 50 عام
خمسون عاما حكمنا فيهم العسكر منذ قيام ما أسموه بـثورة 23 يوليو
ظن العسكر أنهم الأقدر على بناء مصر، وأستأُثروا بالسلطة لهم دون المدنيين
ولكن في الحقيقة أن الإنسان المصري تحول إلى شخص جبان اعتيادي، يفعل ما يبرمج عليه ..

دعوني اسأل سؤالا، هل هذه الثورة واعية بالشكل الكافي؟
إن هذه الثورة لم تعرف علام تثور
 فقد اندلعت بسبب تردي الأحوال الإقتصادية والسياسية والفساد المنتشر والقهر الأمني الذي رسب إحتقاناً عند الناس
ذلك الإحتقان أنفجر بلا وعي
فثرنا ولم نعرف علام نثور
فرحنا بتنحي مبارك
وظن الجميع أن الثورة تمت وبوركت وختمت خاتمة سعيدة وكتر خير الدنيا ،،
ولكي يزيد شعور المواطن بالإطمئنان
حفر لنا الجيش حفرة لعينة تسمى بالإستفتاء
فذهب الناخبون إلى صناديق الإقتراع وهم لا يعرفون علام يصوتون
ولكن فقط ليرضوا نشوتهم
فيظل الإنسان المصري كما هو، غير واعٍ جبان سهل التوجيه

يجب أن نعرف علام نثور، الثورة ليست لإسقاط حكومة أو حزب حاكم
فالحزب لم يكن حاكم،،
الثورة هي ثورة على نظام عسكري اثر الكرسي على وظيفته بالأساس وهي حماية الوطن

لن يتغير حال هذا الوطن إلا عندما تكون عند المصري الشجاعة لمواجهة من يعوقه عن حريته مهما كان..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق